عن جمعية الشبان المسيحية-القدس

״في هذا المكان- يعمّ السلام
وتنسى الخلافات السياسية والدينية،
وستعزز وتتطور الوحدة بين الشعوب”
(من اقوال اللورد اللنبّي خلال حفل افتتاح جمعية الشبان المسيحية في القدس، نيسان 1933)

اكثر من ثمانية عقود مضّت منذ تاسيس مقر جمعية الشبان المسيحية في القدس، ويبدو ان صدى اقوال اللورد اللنبي ما زال يتردد بين جدران المبنى المثير للاعجاب.
جمعية الشبان المسيحية الدولية-القدس، والتي تعمل منذ اليوم الاول من تاسيسها لتعزيز اواصر التضامن، الاخوة والالفة بين البشر اينما كانوا، تفتح ابوابها لاستقبال سكان القدس ومحيطها وتشكل ارضًا خصبة لمجموعة متنوعة من النشاطات التربوية، الثقافية والرياضية.
وتعود جذور هذه المنظمة التي نشات في لندن الى منتصف القرن التاسع عشر، حيث لاحظت مجموعة من القساوسة الانجيليين (تحت قيادة السيد جورج ويليامس) بان المجتمع الذين يعيشون فيه بحاجة للدعم وللتطوير في عدة اصعدة- ولذا قرروا تأسيس هذا الصرح الذي تحول مع مرور الايام للفرع الاول لمنظمة الشبان المسيحية العالمية. ومع تقدم السنوات تنامت وتوسعت هذه المنظمة، وتنشط حاليًا في العشرات من دول العالم وتصل فروعها الى حوالي 3000 فرع- ومن ضمنها الفرع المقدسي طبعًا.
ويعتبر المجمع الرياضي في جمعية الشبان المسيحية-القدس، من مراكز الجذب القائمة في المبنى الشهير. ويمتاز المبنى ذاته بجماله المذهل، وقد تم الاعلان عنه كمبنى يجب حمايته وتُوِج كاحد المباني الجميلة في المدينة. ويشمل المكان قاعة حفلات موسيقية- كونتسيرت (الاوديتوريوم الذي يحمل اسم مري نتنئل)، قاعة محاضرات، غرفة مؤتمرات ومرافق اخرى.
بالاضافة الى فندق الاقواس الثلاثة الشهير الذي يخدم السياح والزائرين من انحاء العالم-ومن ضمنهم شخصيات بارزة في مجالات السياسة والدبلوماسية، الاعلام، الموسيقى، الثقافة والفنون- والذي تحول مع الايام الى سمّة واضحة تميز المكان، ويحظى بشهرة على المستوى المحلي والعالمي ايضًا.
وتحظى روضة الاطفال المسماة “روضة السلام” التي تعمل في المكان بتقدير واحترام كبير. وقد افتتحت هذه الروضة سنة 1933، وكانت الروضة ثنائية اللغة الاولى في البلاد- وحتى انها كانت مرشحة لجائزة نوبل للسلام في حينه. وتعتبر هذه الروضة ركيزة مهمة في اطر التربية بجمعية الشبان المسيحية التي تواصل نشاطها في الاطر غير الرسمية بين الاولاد والشبيبة وبين المواطنين والمجتمعات في جميع انحاء العالم.
هذا وبفضل العمل الدؤوب والهادف إلى تحقيق الرؤيا والى ترسيخ قيَّم المنظمة والرغبة الجامحة لبناء تعايش مشترك حقيقي بين أبناء كافة الأديان السماوية-فان كل نشاط، كل دورة، وكل مناسبة تنظم في جمعية الشبان المسيحية- القدس، تساهم كل يوم مجددًا بطريقتها الخاصة بالسير قدمًا نحو التغيير المرجُو.